القراءات الاستطلاعية ومراجعة البحوث السابقة :
أولا ً: القراءات الاستطلاعية:-
يحتاج الباحث الى القراءات الأولية أو الاستطلاعية ومراجعة الأدبيات والكتابات المختلفة في مجال بحثه وتخصصه بشكل واسع ومتعمق، لأن ذلك يحقق فوائد عدة أهمها ما يلي:-
1) توسيع معلومات الباحث ومعارفه عن الموضوع الذي يكتب عنه، ومهما بلغ من علم ومعرفة في الموضوع لا يزال يحتاج الى كل ما كتب عن جوانب الموضوع المختلفة حتى تكون الصورة أكثر وضوحاً لموضوعه.
2) تأكًد الباحث من أهمية موضوعه الدقيق الذي يبحث فيه بين الموضوعات الأخرى وتمييزه عن غيره من الموضوعات.
تأتي القراءات الاستطلاعية على مرحلتين :-
? قبل تحديد مشكلة البحث وصياغتها : الهدف من ذلك هو لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الأخرى قبل الخوض به، ومن المحتمل أن يكون هناك من سبقه لذلك.
? بعد تحديد مشكلة البحث وصياغتها : الهدف من ذلك هو الاطلاع على الأدبيات السابقة لأهميتها لمعرفة إتجاهات النتائج وخاصة المتعلقة بالفرضيات منها من أجل مقارنتها بنتائج البحث الحالي.
ثانيا ً: مراجعة البحوث السابقة :
مراجعة الباحث للبحوث والدراسات السابقة وإطلاعه عليها تعد مهمة أخرى تكمل مهمة القراءات الاستطلاعية الأولية، إلا إن لها فوائد أخرى للباحث:
1. بلورة مشكلة البحث التي إختارها الباحث وتحديد أبعادها بشكل أكثر وضوحاً. حيث إن الباحث يستطيع من خلال الإطلاع على البحوث والدراسات السابقة التأكد من عدم تناول مشكلة بحثه المختار من قبل باحثين آخرين، وإذا وجد نفس المشكلة تم تناولها فيجب أن يختار مشكلة بحث جديد أو أن يكمل ما تم بحثه من مشاكل متشابهه ومقاربة حول الموضوع.
2. تزويد الباحث بالجديد من الأفكار والإجراءات التي يمكن أن يستفيد منها في بحثه، فقد تساعده البحوث السابقة في إختيار أداة أو وسيلة أو تصميم أداة مشابهة لأداة أخرى ناجحة لتلك البحوث.
3. الحصول على معلومات جديدة بخصوص المصادر والمراجع التي لم يستطيع تشخيصها بنفسه، بل جاء ذكرها في البحوث السابقة التي أطلع عليها.
4. تجنب السلبيات والمزالق التي وقع فيها الباحثون الذين سبقوه في بحثهم، وتعريفه بالصعوبات التي واجهها الباحثون، والوسائل التي أتبعوها في معالجة وتجنب تلك الصعوبات.
5. تحديد وبلورة العنوان الكامل للبحث بعد التأكد من شمولية العنوان لكافة الجوانب الموضوعية الدقيقة والجغرافية والمكانية، وكذلك التاريخية والفترات الزمنية المشمولة بالبحث إذا تطلب الأمر.
6. الاستفادة من نتائج البحوث السابقة في بناء فرضيات لبحوث جديدة.
7. استكمال الجوانب التي وقفت عندها البحوث السابقة، لأن في ذلك تجانس وتكامل لسلسلة البحوث العلمية في مجال تخصصه.
الدراسات السابقة
تشكل الدراسات السابقة أهمية كبرى لأي باحث، بل أن توفرها من عدمه أساس استمرار الباحث فيم اختار من مشكلة، وعلى ذلك فهي تزود الباحث بالنتائج التي توصلت لها الدراسات السابقة ومن ثم يني عليها الباحث دراسته وهو الهدف الأساس من الدراسات السابقة.
غير أنها تشكل أهمية بالنسبة للباحثين المستجدين (تحديدا) حيث توفر لهم كما من المعلومات النظرية الجاهزة، وليس هذا فحسب، بل أنها تساعدهم في تحديد المراجع والدراسات التي يمكن الاستفادة منها ، ولكن كيف يمكن الاستفادة من الدراسات السابقة وكتابة ما تم الاستفادة منه، وأين، وما هو الأسلوب الأنسب في ذلك.
والإجابة على السؤال تختلف بحسب مهارة الباحث وخبرته في البحث العلمي، فمثلا مبتدئي البحث يمكنهم استعراض اسم الباحث (السابق) وتاريخ نشر بحثه وموضوع بحثه واستعراض ملخص تلك الدراسة ابتداء من المشكلة وانتهاء بالتوصيات، ثم يتم التعقيب عليها من جانب مدى الاتفاق أو الإختلاف معها ودونما الإشارة للمقارنة بين النتائج، حيث أن المقارنة بالنتائج سيكون في مرحلة متقدمة بعد الوصول للنتائح وتحليلها في الدراسة الجديدة.
ويستمر الباحث (المبتدئ) في استعراض الدراسة التي تليها مراعيا البدء بالدراسة الأحدث حتى يصل لأقدم دراسة، وقد يستعرض الباحث دراسات عديدة في أكثر من مجال وهنا يفضل استعراض الدراسات حسب مجالات كل منهما.
بينما يكتفي الباحث المحترف بذكر أسم الباحث وسنة النشر ومن ثم يستعرض النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسة، ويمكنه أيضا أن يناقش أثناء العرض نتائج أكثر من دراسة ومن ثم الاتفاق والاختلاف معهم وكذا محاولة تقييم تلك الدراسات. ويجب أن يراعى عند استعراض الدراسات الإشارة لها ب( تلك ) الدراسات لأن هذه الإشارة تيسر على القارئ فيما بعد أن العبارات التي يقرأها لباحثين سابقين وليست للناقل.
وفيما يتعلق بمكان عرضها فيختلف حسب النموذج التي تسير عليه المؤسسة العلمية والتي قبلت الخطة البحثية وأقرتها ، حيث يعرض بعضهم الدراسات السابقة بعد المشكلة من أجل تعزيزها وإبرازها، بينما يعرضها البعض في الفصل الثاني ، وأعتقد أن عرضها عقب الإطار النظري متبع لدى الغالبية من