الاتصال الجماهيري

مدخل الى الاعلام

الاتصال الجماهيري


بداية نشير الى وجود فرق بين مصطلحي الاتصال الجماهيري والاعلام الجماهيري فالاتصال الجماهيري ينطوي على التفلعب والتبادل للمعاني والافكار والرسائل بين طرفين المرسل والمستقبل اما الاعلام الجماهيري فيشير الى ارسال للمعلومات او نقل للرسائل من طرف واحد او في اتجاه واحد فقط والطرف الثاني يستقبل فقط او يبقى في حالة استقبال فالاتصال بمعناه الضيق يشير الى العمليه التي تنقل بواسطتها رساله معينه او مجموعة رسائل من مرسل او مصدر الى المستقبل او مجموعة مستقبلين بينما يستخدم مصطلح الاتصال الجماهيري بمفهومه العام في الاشاره الى نقل رساله بواسطه وسائل فنيه جماهيريه معينه ( صحف ، مجلات ، اذاعه ، تلفزيون ) وتمكن المصدر او المرسل ( فرد او مجموعه من الافراد) من الوصول للمستقبل ( فرد او جمهور ) سواء كانوا مشاهدين او مستمعين او قراء ومن هنا يتبين بان الاتصال الجماهيري يختص بما يلي :-
1- الرساله الاتصاليه من المحتمل ان تصل الى جمهور كبير الحجم
2- يتسم اسلوب الوساطه في الاتصال بين المرسل والمستقبل بنوع من الوضوح
3- احتمال تاخر الاستقبال
4- صعوبة الحصول على معلومات من المستقبلين
5- صعوبة تحقيق تتبع متبادل بين المرسل والمستقبل نظرا لعدم وجود نوع من التحكم المباشر من جانب المرسل

ولذلك يستند التمييز بين خصائص الاتصال الشخصي والاتصال الجماهيري على اربعة عناصر اساسيه للفعل الاتصالي وهي المرسل والرساله والقناه والمستقبل والتي تتمثل كما يلي :-
القنوات :- فهي الطرق التي يبلغ المسل بواسطتها رساله معينه للمستقبل تقوم بدور اساسي ومحوري في عملية الاتصال ولذلك من المهم تحديد طبيعة القناه التي تستخدم للتاثير في معرفة المستقبل واتجاهاته وسلوكه ومن اهم انواع القنوات الاتصاليه :-
1- قنوات شخصيه واخرى جماهيريه : الاتصال الذي يعتمد على الكلمه المنطوقه بين اعضاء الاسره والاصدقاء يعتبر اتصالا متبادلا على مستوى الاشخاص اما القنوات التي تستخدم الطباعه او تعتمد على الكهرباء تعتبر وسائل اتصال جماهيريه ويتم التمييز بين القناتين من خلال الموضوعات كتوجيه رساله معينه ونقلها الى جمهور كبير والدقه في الرساله وكمية المعلومات المعطاه فالقنوات الشخصيه تجاه تلك الموضوعات تكون على النحو التالي طريقان بطيء ومنخفضه وعاليه وعال وتغيير اتجاه اما القنوات الجماهيريه فعلى العكس ومن هنا يتبين بان كل من النموذجين يختلف عن الاخر من حيث الفعاليه كما يلي :-
أ‌- فعالية قنوات الاتصال الشخصي المتبادل : توفر تلك القنوات تفاعلا يتميز في اتجاهين وتحقق تبادل المعلومات في اتجاهين مما يجعلها اكثر فعاليه
ب‌-فعالية قنوات الاتصال الجماهيريه : توفر وسائل قويه لنشر الاخبار بسرعه وتعتبر اكثر اهميه في تغيير المعلومات وزيادة التعرف على اخبار جديده وتفهم على نحو انتقائي
2- قنوات محليه واخرى عالميه : ويتم التصنيف بينهما تبعا لللاصل او المنبع ذاته فالقنوات المحليه تنبع من النسق الاجتماعي للمستقبل ذاته بينما تمتد القنوات العالميه الى منابع خارجه عن نطاق النسق الاجتماعي المباشر له وبالتالي يمكن ان تكون الكلمات المنطوقه عالميه او محليه وفقا للاصل
ويصبح التصنيفين السابقين اكثر فعاليه في حالة التقائهما وقد اكدت الدراسات وبحوث الاتصال انه في محاولة اقناع نسبه كبيره من السكان المحليين بالاكار المتعلقه بالتجديدات والاستفاده منها فان المدخل المناسب يتمثل في دمج قنوات الاتصال الجماهيريه والشخصيه وتنطبق خصائص الاتصال عامه على الاتصال الجمعي او الجماهيري الا ان العناصر في الاتصال الجماهيري ليست بالضبط العناصر الموجوده في عملية الاتصال ويتميز الاتصال الجمعي بقدر يسير جدا من التواصل او الاتصال الاجتماعي بين جمهوره وجمهور الاتصال الجمعي مكون من افراد وليس من جماعات الا ان هؤلاء الافراد ينتمون الى جماعات متعدده كالاسره والاصدقاء وجماعات العمل فالفرد لا يتاثر بالحمله الاعلاميه بمعزل عن جماعته من خلال قبول جماعته او الرفض وفقا للانتماء 0
وقد اصبح الاتصال الجمعي يمد الجماهير بخبرات وافره وواسعه رغم ان هناك دراسات كثيره كشفت عن وقع وتاثير الاتصال الجمعي على بعض المجالات الا ان هناك مجالات اخرى لم تلق مثل هذا الاهتمام الذي يبرز دور الاتصال الجمعي ووظائفه فيه مثل الراي العام والقضايا التي تهتم بها الجماعات الاوليه 0

الابعاد الاجتماعيه النفسيه للاتصال الجمعي
ويقصد بها الابعاد السوسيولوجيه للاتصال الجمعي وهي وقع الاتصال على الناس وعلاقاتهم الاجتماعيه من حيث كونهم يلعبون ادوارا اجتماعيه معينه ويحتلون بالتالي مكانات اجتماعيه معينه فعملية الاتصال لا يمكن ان تقوم وان تحدث في حد ذاتها ولكنها تحدث كافتراض مبدئي للعمليه الاجتماعيه وفي مقابل ذلك تعد العمليه الاجتماعيهى افتراضا مبدئيا للاتصال ويمكن ان تلعب الاتصالات الجمعيه دورا سليما من خلال الاخذ في الاعتبار بما يلي :-
1- انه من الضروري وجود فكره عن الامه او الدوله اذا اردنا ان نحصل على مثير صادق وعلى مستوى عريض للانفعالات والفعل التعاوني
2- ان لاتصالات الجمعيه تؤثر في قيم اولئك الذين يتعرضون لها واتجاهاتهم من ناحيه كما انها تتاثر بقيم الناس واتجاهاتهم من ناحيه اخرى
3- الجمهور الذي ينبغي وضعه موضع الاعتبار الدائم ينبغي ان تكون الاتصالات قريبه جدا من كل فرد فيه فهو جمهور المتعلمين والمثقفين ويجب مخاطبة كل فرد كوحده فرديه
4- اهمية التركيز على ما يسمى بالعريف الاجتماعي للموقف وهو تفسير مركب للعلاقات بين الاتجاهات والبناء الاجتماعي واهمية العلاقه المتبادله والدور المبادل بين الشخصيه والثقافه والبناء الاجتماعي وفي اطار العلاقه الوثيقه بين الاتصال الجمعي والمحتوى الاجتماعي
5- لدوافع تمثل اهمية خاصه كبعد سيكولوجي من ابعاد الاتصال الجمعي لان الفرد عندما يتمتع بحرية الفعل فانه يختار وسائل معينه يقراها او يستمع لها او يشاهدها ويرفض رسائل وبرامج اخرى تتعارض مع اتجاهاته السابقه ولا تدعم معتقداته الموجوده
6- وجود ارتباطات معينه بين الادراك وعلاقة المدرك بالبناء الاجتماعي فالافراد يميلون الى الموافقه على احكام الاخرين في الجماعه سواء كانت صائبه ام غير صائبه فاجماع الجماعه او اتفاقها يمكن ان يقف كاطار مرجعي لاحكام الفرد

ومن هنا فان النظره السكولوجيه والسوسيولوجيه للاتصال الجمعي تقدم فهما اوضح لتاثير هذا الاتصال من حيث انها لا ترى هناك علاقه مباشره وبسيطه بين الاتصال والتاثير وانما تدخل في الاعتبار المتغي